لا يكاد كل عيد يقبل علينا إلا وترى أو تسمع أن أمك أو جارتك قد أعدت عدتها لاستقبال العيد ، فترسلك على الطائر إلى السوق ومعك ورقة فيها سلسلة طويلة من الحوائج لا تكاد تنفذ كلها من أجل ماذا ؟
من أجل الخلطة التي سوف يخلطنها بأيديهن أمك ومن رفقها على طريق الدرب ، إنها حلويات العيد ، والمثير للشفقة أن تراهن وهن يضعن بجانبهن كتاب للحلويات يتدربن فيه على المباشرة ويضعن لك قنابل حلوانية بمختلف ألوانها وأشكالها وتصميمها ، أما أنت والبقية ما عليك إلا أن تأكل .
والشيء المثير للغرابة هو أن صناعة حلويات العيد بات أمر يتكرر كل عام وهذا ما قد أشكل علي وجاءتني فكرة هذا الموضوع هل حلويات العيد عادة أم عبادة ؟
في الحقيقة أن حلويات أصبحت عند كثير من العائلات عادة يستقبلون بها العيد ويزينون بحلوياتهم موائدهم العائلية أمام الضيوف والأحباب على غرار مختلف أطباق طبقات المجتمع الشعبية لكن الملفت للانتباه أن حلويات العيد لها طابع خاص في مجتمعنا فكثيرا من العائلات أصبحت في سباق لا لتسلح بالأسلحة كما هو معروف للعالم بل سباق للتسلح بالحلويات فمن يصنع أكبر كمية من الحلويات فسوف يخضع نصف الشوط ومن كانت كميته أقل فسوف يتأخر خطوة للوراء .
زد على هذا فهن يمارسن حتى ما كان يعرف في الحرب الباردة بحرب النجوم أي التجسس وهذه العملية تقوم بها البنات لتعرفن أي من الكعك قد صنعته جارتهن دون أن تنسى الأهم : النوعية ، الكمية ، الذوق ..... لتشي بها لأمهاتهم ليعكفن داخل المطبخ مع موادهن الكيمائية وليخرجن في الأخير بذخائر حربية محترفة من الداخل وكأن صلاحيتها قد انتهت.