-بيت الأسا والكدر –
ليت الأيام تحلو والحياة مريرة – والقلوب ترخوا من رؤية الدررا
قسى علينا الزمان بسوطـــــــه – فأصبحنا وجوه تحمل الكــــــــدرا
أفقت ذات صباح من غوغاء قوم – فوجدتني صريعا وقد حامو بي وهم حيرا
قالوا مالك يافلان مضجعا – قلت أفلا يصاب من قرب النار بالشررا
سرت في ربوع الدنيا ألتمس الوطنا – فأشرفت على دار بابها القبرا
رمقت البيوت من حولي بعيني – فعجبت كيف وجدوا السبيل والمستقرا
تذكرت ما في الجيب فأدركت أني – لن أنال بدرهمي الأربـــــــــــــــــا
فجلست في ظلال مريحة من الوهم – فعاد الأسا والسهاد والكربـــــــــا
أصبت بسهم من سهام ابليس - فأصبت في قلبي فأحسست الوهنـــــــا
تلمست الدواء من كل طبيب – فعافوا أن يلمسوا بأيديهم من به البرصا
فعدت الى الدار وقد إحدودب الظهر – وبان مني العظم وذهب البصرا
كفكفت دموعا سالت على من به وجع – وبدأت بوصفة أصلها الكدرا
ذقت هوان البعد عن الله تترا – فعوقبت بداء القلوب والهرمـــــــــــــــا
أوشكت على الهلاك والضنا يقرصني – ولم يفارقني خيال الأسا والكدرا
لملمت قواي فقمت الى المرآة مبتسما – فقلت لن أغير خلق الله وذاك في القرءان مستطرا
ذاك أول الدواء لمن به وجع – فلا تبتئس لأنك لن تغير القدرا
تنام العصافير في اعشاشها وتشدوا طربا – وتنام الذئاب في أوكار الجبال الوحشا
لن يسعد بالعيش من ليس في موطنه – فكيف أردت عيش الأسماك في البررا
بلا ماء ولا دواء ولا نعيم – ولا حنان ولا أكل ولا شربا
ترغد الوحوش شهورا في أعنتها – بلا ماء ولا شراب ولا ضوء قمرا
رضي الله عن من قال - ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس في البشرا .
عاشق الجمادات (تاج غاون).