أُمَّاهُ صَبْرًا فَإِنَّ الْحَقَّ مُنْتَصِرُ
وَعَابِدُ النَّارِ فِي إِيرَانَ يُحْتَضَرُ
أَنْتِ اجْتَنَيْتِ ثِمَارَ الْمَجْدِ عَالِيَةً
مِنْ دَوْحَةٍ لَمْ يُسَامِتْ فَرْعَهَا بَشَرُ
حِبُّ الرَّسُولِ وَمَنْ أَهْدَى لَهُ مَلَكًا
فِي سَرْقَةٍ حَسُنَتْ غَرَّاءَ تَخْتَمِرُ [1]
لَمْ يَنْزِلِ الوَحْيُ يَوْمًا عِنْدَ وَاحِدَةٍ
مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهَا وَهْيَ تَنْتَظِرُ
لَكِنَّهُ أَنْزَلَ الآيَاتِ تَذْكِرَةً
تَحْتَ الغِطَاءِ وَفِي آيَاتِهِ عِبَرُ [2]
وَأََقْرَأَ الرُّوحُ يَوْمًا وَهْيَ قَائِمَةٌ
لَهَا السَّلاَمَ مَعَ الْمُخْتَارِ إِذْ حَضَرُوا [3]
وَأَنْزَلَ اللهُ قُرْآنًا يُبَرِّئُهَا
ممَّا رَمَاهَا بِهِ الأَفَّاكُ وَالزُّمَرُ
أَنْتِ الَّتِي دُونَ خَلْقِ اللهِ مَسْكَنُهُ
أَنْتِ الَّتِي عَوْنُهِ لِلْحَقِّ إِذْ نَفَرُوا
حَتَّى قَضَى فِي وِسَادٍ أَنْتِ جَوْهَرُهُ
وَمَازَجَ الرِّيقَ رِيقٌ وَهْوَ يُحْتَضَرُ [4]
فِي بَيْتِهَا دُونَ أَرْضِ اللهِ مَسْكَنُهُ
وَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ اللهِ تَزْدَهِرُ
كَمْ قَدْ نَقَلْتِ لَنَا مِنْ قَوْلِهِ جُمَلاً
دُرًّا فَيُغْضِي حَيَاءً دُونَهَا الْقَمَرُ
بِنْتَ الْكَرِيمِِ الَّذِي صَاخَتْ مَسَامِعُهُ
لِلْوَحْيِ يَوْمَ جَمِيعُ النَّاسِ قَدْ كَفَرُوا
وَخَصَّهُ اللهُ دُونَ الْخَلْقِ مَنْزِلَةً
حِينَ اصْطَفَاهُ رَفِيقًا عِنْدَمَا هَجَرُوا
سَائِلْ عَفِيفًا وَبَرًّا عَنْ فَضَائِلِهَا
يَكَادُ يَبْرُقُ عَنْ مَكْنُونِهَا النَّظَرُ
ذَاعَتْ مَنَاقِبُهَا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ
كَالشَّمْسِ بَازِغَةً بِالنُّورِ تَزْدَهِرُ
إِذْ أَعْجَزَ الْكُلَّ إِدْرَاكًا لِمَنْزِلِهَا
كَأَنَّهَا الغَيْثُ سَحَّاءً وَتَنْهَمِرُ
حَتَّى سَمِعْنَا بِخِنْزِيرٍ تُعَاوِنُهُ
شَرُّ الْخَنَازِيرِ لاَ دِينٌ وَلاَ بَصَرُ
إِنَّ الرُّوَيْفِضَ خِنْزِيرٌ سَتَمْحَقُهُ
حُمَّى الْخَنَازِيرِ يَوْمًا حِينَ تَنْتَشِرُ
الآكِلُونَ لُحُومَ الصَّحْبِ تَأْكُلُهُمْ
نَارٌ تَلَظَّى شُوَاظًا وَهْيَ تَسْتَعِرُ
الطَّاعِنُونَ خِيَارَ النَّاسِ وَيْحَهُمُ
لاَ بَارَكَ اللهُ فِيهِمْ أَيْنَمَا حَضَرُوا
أَشْيَاخُهُمْ شَرُّ مَنْ يَحْيَا وَأَكْفَرُهُ
وَالأَرْضُ تَكْرَهُ مَوْتَاهُمْ إِذَا قُبِرُوا
وَالرَّافِضِيُّ إِذَا تَمَّتْ ضَلاَلَتُهُ
بَغْلٌ يُسَاقُ بِثَوْبِ الكُفْرِ مُؤْتَزِرُ
جِاءَ النَّبِيُّ بِدِينِ اللهِ فَانْكَفَؤُوا
عَلَى قُبُورٍ لَهُمْ تُدْعَى وَتُنْتَظَرُ
فَهَلْ تُضِيرُ أَبَا بَكْرٍ ضَلاَلَتُهُمْ
أَمْ هَلْ يُسَاءُ رَسُولُ اللهِ إِنْ كَفَرُوا
يَا عِلْجَ رَفْضٍ أَدَامَ اللهُ خِزْيَكُمُ
مَا دَامَ فِي قُمِّكُمْ كَلْبٌ وَمُعْتَجِرُ
الشَّاتِمِينَ نَبِيَّ اللهِ في صَلَفٍ
الْهَارِبِينَ إِلَى الأَنْفَاقِ إِنْ حُصِرُوا
تَلْقَى الرُّوَيْفِضَ مُعْتَمًّا فَتَحْسَبُهُ
شَيْئًا وَلَكِنَّهُ كَالرَّوْثِ يَنْدَثِرُ
تَهْجُونَ أُمًّا لَنَا شَاهَتْ وُجُوهُكُمُ
فَالْبَحْرُ مَا ضَرَّهُ مِنْ قَاذِفٍ حَجَرُ
إِنْ تَرْجُمُوا فَارْجُمُوا خابَتْ ظُنُونُكُمُ
إِذْ لَيْسَ يُرْجَمُ إِلاَّ مَنْ بِهِ ثَمَرُ
مُوتُوا مِنَ الغَيْظِ غَمًّا لاَ أبَا لَكُمُ
لَسْتُمْ إِلَيْهَا وَلاَ أَنْتُمْ لَهَا خَطَرُ
يَا ابْنَ الرُّوَيفِضِ قَدْ جَاءَتْكَ دَاهِيَةٌ
مِنَ الدَّوَاهِي الَّتِي لِلآلِ تَنْتَصِرُ
هَلاَّ سَكَتُّمْ فَتَخْفَى بَعْضُ سَوْأَتِكُمْ
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ إِنَّ الْغَيْظَ يَسْتَعِرُ
يَا وَيْحَهُمْ طَعَنُوا زَوْجَ النَّبِيِّ وَهُمْ
بِالطَّعْنِ أَوْلَى وَمَا فِي طَعْنِهِمْ ضَرَرُ
لَوْ جَهَّزُوا فِي أَذَاهَا كُلَّ بَاغِيَةٍ
وَكُلَّ نَاعِقَةٍ كُفْرًا سَتَنْدَحِرُ
يَا صَاحِبَ الإِفْكِ وَالبُهْتَانُ مَشْرَبُهُ
دَجِّلْ فَعَمَّا قَلِيلٍ يُعْلَمُ الْخَبَرُ